......
كحال مسابقات جامعة ناصر الاممية..وشعارها الدائم :- (من اجل ادب وفن يخدم قضايا الامة العربية.) تقافزت الى ذهنى تعليقات لجنة التحكيم الشعرية .. والحديث عن استدعاء شخصيات و مفردات من التاريخ العربى ..على انه خصوصية..فى نصوص روضة الانثوية.. استدعاء شخصيات ومواقف من التاريخ العربى ..خطاب سياسى اكثر منه ادبى..ومن هنا جاء الشعار غير المكتوب للمسابقة ليتطابق مع :- ( من أجل ادب وفن يخدم قضايا الامة العربية). الحديث عن قصيدة روضة بمعزل عن خطابها السياسى لا يستقيم ...فالنص بلاغ سياسى على هيئة مناحة شعرية .. وبالمقابل برافو.. اللجنة... تمريرة عربية ..فى الزمن الصحيح...ليخضر فى دولة الموالى رونق الشعر الجميل... .... ******* ... اعادت روضة الحاج... تقديم مناحات الازمات العربية بلغة مسنسرة من سفور شعراء لبنان والشا م... و ما كان يرفضه النظام العربى فى شعر المقاومة الحديث.. من مفردات مقاتلة...و ببذاءة لا يمكن تجنبها لمن يحاول ان يسقط ورقة توت نظام السلطة العربى التى تغطى عورته السياسية المنتنة..... تقبله النظام العربى على لسان روضة ممهورا بمقص الرقيب الذاتى النابع من خبرة روضة الرسمية مع اجهزة اعلام الدولة.. ولعلها رسالة واضحة موجهة للمبدعين من شعراء المقاومة.. هذا هو النظام العربى ..يمنح البيعة والامارة الشعرية لمن يشاء.... حتى وان كانت لوازمه تكرارا مقلم الاظافر ومكسر القرون... ما يريده النظام العربى ان يوجد المبدعون بديلا مجرما متهما نيابة عنه..حتى وان كان رمزا بعيدا.. مخفرا فى احد الازقة...وان( يحسن شعراء المقاومة ملافظهم..). .... ********* .... البلاغات الشعرية العربية ضد السلطات العربية شملت التنابلة منهم كما شملت الدمويين. وكانت القصائد تتنزل على القادة السياسيين ومخازيهم باسمائهم ومواصفاتهم كما تتنزل السيوف على الرؤوس . بلغت اوجها بعد صبرا وشاتيلا واجتياح بيروت..وما كان يسمى آن ذاك بقطار الموت الصهيونى... والفرق ان مفردات البلاغات العربية فى ذلك الوقت ..كانت اكثر دويا وتعرية و فى حالة استشاطة يائسة نحو مواجهة مباشرة للنظم العربية الحاكمة.. فالقصيدة العربية المماثلة لهذه فى ذلك الوقت كانت تقاتل فى ثلاثة محاور ... محور السلطات العربية الدموية ضد شعوبها.. محور المثقف والمواطن المستكين.. اضافة لمحور العدو الخارجى ...والذى ...كان ..اسرائيل.. وانى لأتصور مقاتلى الكلمة فى شعر الحداثة المقاوم يعضون الانامل .. باخعين انفسهم..ولازمات شعرهم تكررها روضة الحاج...مكسرة قرون مضامينها ومقلمة اظافر سباباتها..تفرغها من بارودها المشتعل باتجاه السلطة...وترمزها بمحنة تضيع آثارها عند رجل المخفر البسيط...لتخرج يد السلطة الدموية بيضاء من غير سوء... لازمات مخافر الشرطة ومدونات التحقيق عند شعراء الحداثة العرب لها معنى ينسجم مع حوارى وازقة المدن العربية ..حيث المخبر يتآمر بسلطاته فى حدود الازقة والزنقات.. وكفاح الباعة المتجولين وقصص حبهم العشوائية وهى تتقاطع مع مصالح البؤساء من المثقفين.. روضة الحاج استفادت بدهاء من ممارسة الشعر الرسمى واختراقه لمقص الرقيب ...فحملت مخافر الشرطة ازمات امة بكاملها وتركت التنابلة اصحاب السلطان يقهقون معها على رجال البوليس... المساكين ... فقط فى هذه الحالة.... استلعبت شعرها بذكاء..فاستفادت من تجارب ممنوعات الرقابة الرسمية (فى اجهزة السودان الرسمية) ..للنص متجاوز الحدود...ولم تكتف بأنثنة النص ..بل هذبته من الشطوحات الشامية واسفافاتها فى السخرية من النظم العربية وتنابلتها ... وختت حيلها على الحيطة القصيرة ..الشرطة..المخفر ..البوليس ... لأول مرة احس بالتعاطف مع مع رجال البوليس اوالشرطة...لم يعلمهم احد ان من مهامهم متابعة سارقى القلوب ....عقد روضة... لا شك انها قارئة متمكنة فى شعر الازمة الحداثى.. ... ******** .... ..بلقيس لازمة الاسى من حزن نذار قبانى .. محفورة فى ذاكرة الفجيعة وفقدان وهج الحياة... نحتت منها روضة صورة خاصتها مستفيدة من صدى الللازمة فى الوجدان العربى..... كما اشار احد اعضاء اللجنة ان القصيدة تعيد شيئا افتقدناه ...وهى اشارة الى ان هذا الاسلوب الشعرى بكامل توصيفاته كان سائدا..وقت اشتداد الازمات العربية – العربية والعربية- الاسرائيلية... لا احد يلوم المتلقى فى ان يظن ان روضة اتت بالجديد البديع ... فقط لانه/ها لم يكن فى متناولهم ..او لم يقع فى ايديهم ذلك التيار الهادر من شعر المناحات والمقاومة السياسية...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق