الجمعة، 24 أبريل 2009

التلاعب بالوجدان ..مساهمة قديمة تعقيب فى سودانيز اونلاين

التلاعب بالوجدان

السودان كيان مسجل ضمن منظومة الامم المتحدة.... مسجل ضمن منظمة الوحدة الافريقية.. مسجل ضمن منظومة الاقطار العربية.. له مكاتب تمثيل ديبلوماسى وسفارات.. وكمان رئيس جمهورية ..وزارة دفاع..ووزارة داخلية.... وهذه اسوأ الاركان .. رئاسة الدولة..وزارة الدفاع..ووزارة الداخلية .. مؤسسات دولة.. ليس لها ما تتفوق به على المؤسسات الاخرى فى بلاد يحكمها القانون ويحرسه ممثلوا الشعب.... كوزارة البيئة مثلا.... فكلها مؤسسات ينتخب الشعب افرادها... رئاسة الجمهورية..وزارة الدفاع ..ووزارة الداخلية..هى اعمدة الاستبداد المطلق فى السودان.. مركز كل السلطات و القرارات الاستثنائية باسم الشعب ..وضد الشعب فى نفس الوقت.. وهنا تتجسد الاستهانة والاستهتار والمسخرة بارادة الشعب..لدرجة الالغاء. هذا اذا افترضنا ان على كرسى الرئاسة فى حدود مواصفاتها الدنيا.. مجرد انسان عادى لديه احساس بهموم الناس ..و هذا ما لم يحدث طيلة نصف القرن من الزمان ..والتى هى عمر الدولة السودانية الحديثة.. اما ان يكون من على كرسى الرئاسة ..بمواصفات ادنى حسا ومسؤولية من انسان الشارع العادى.. واقل حظا فى همته من المواطن العادى.. واغلظ انسانية من المواصفات العادية.. فتلك فى نظر المؤسسة العسكرية السودانية.. المؤهلات الكافية للهش على قطيع الملكيين من شعب السودان.. البسيط المتسامح.. ومن ناحية اخرى .... حينما يكون رئيس الدولة اقرع العقل....فى دولة ديمقراطية.....و نادرا ما يحدث ... (ولا اعنى مهازل اقتراع تنصيب الرموز والعقليات الطائفية فى البيئة السودانية) حيث تمتص مؤسسات الدولة الراسخة الصدمات الناتجة عن غباء رئيس الدولة قبل وقوعها و لذلك ..نسبيا ..ليس لذلك وطء ثقيل على الامة..كما لو كان ذاك العقل الاقرع فى امة اغتصب ارادتها العسكر.. **** ان يكون رئيس الجمهورية اقرع العقل فى دولة ديمقراطية فلا غضاضة فى ذلك... لانه لايحكم وحده وهناك من يلجمه اذا تجاوز حدوده ..و اذا اخطأ ... فهناك قانون يحدد صلاحياته بصرامة....ومرافق تمتد لمل يسمى بالطرف الثالث تمنع او تخفف التجاز اضافة لمؤسسات راسخة تقود نظام الحياة.... مؤسسات بحوث ..مراكزاستشارات تمهد لاتخاذ القرار.... قبل ان يفكر فيه رأس الدولة وبالتالى تقل نسبة وقوع الاخطاء... اضافة الى قانون تليد ومؤسسات دستورية صقلت عبر عهود من التجارب.. ثم الممارسات القضائية المتراكمة فى بيئة الحرية.. هى ايضا تدعم التوازن المتعافى و السبك السليم لعلاقات السلطات المتعددة فى اطار الدولة بالاسترشاد الموفق بالسوابق... اضافة لهيئات برلمانية وتشريعية متخصصة.... ا..ان يكون رئيس الدولة اقرع العقل ...فى دولة يحكمها العسكر .. فهنالك احتمالان ... الاول :- ان تكون المؤسسة العسكرية نفسها بالغة سن الرشد السياسى.. كما فى دول منظومة السبع ( لا ال8 )..فتلك كارثة نوعية واحتمال لم نشهده بعد..لما له من مترتبات تصنف ضمن قابلية الاستخدام الاخرق لوسائل الردع النووى.. الثانى :- ان تكون المؤسسة العسكرية فى حالة مراهقة طفيلية ..(تتدخل بسطوة البندقية لتوجيه مسار الحياة السياسية..و تغزو جسد الدولة الادارى كسرطا ن)....كما فى حال الامم تعيسة الحظ..كالسودان .. فتلك حالة يشفق فيها هوام الارض على الانسان.. ..وسيد الموقف ..فى هذا الحال..بدلا من القوانين والتشريعات عبر مؤسسات السيادة الشعبية الحرة..قرارت جمهورية...وفى احسن الاحوال اجازات من برلمان السلطة الديكتاتورية وزير الدفاع عند شعوب تقدس وجودها ....او امة تحترم ادميتها...يدرك تماما انه لولا ورقة الاقتراع التى استامنه من خلالها ناخبيه..لما كان له موقع من الاساس ..ليخطو على عتبة البرلمان.. ومن يختاره ناخبوه عندالشعوب التى تحترم ادميتها...فجدارته انسانيته اولا..وعلاقاته النافعة والايجابية مع مجتمعه الصغير..الذى دفع به نحو مراكز السلطة ثم تاتى مؤهلاته الاخرى..كداعم يرتقى بنوعية التمثيل.. اما وزارة الدفاع فى دولة تغتصب من الشعب حريته وتدعى الدفاع عن كرامته .وزيرها يوالى مزاجه ومن ولاه.. ثم مع ذلك يدعى انه يوالى الله............ .تصبح هذه..... مؤسسة فاشستية..نازية... تسخر كل مال الفقراء وجهد عرقهم ومصادر الدولة ومواردها..لدلال عسكرييها ..نبت النازية المحلية..رمز الولاء للاستبداد. .*****ا اما لامم التى كتشفت نعمة انسانيتها...ادركت ذلك من وحى وعيها..وادركت ان العقل السليم المبدع هو نتاج بيئة الحرية وليس نتاج التجارب الدينية.. فقطعت دابر الذهنية الغيبية. وتشويهها للتعايش بين المجتمعات...بعد ان افسدت حياة الناس وشوهت ايمانهم....وباعت للناس صكوك الغفران .. كما باعت الحركة الاسلامية حور الجنان لبؤساء السودان.... وتم تخويف ذوى العقيدة الهشة من البسطاء ...بان غير ادعياء الدين هم من يريد فصل الدين عن الحياة..وهذا هو طعم الاسلاميين فى شراك السلطة وادارة الدولة . ******* اذن لم يكن الامر هو فصل الدين عن الحياة... فلا تستطيع قوة ان تفصل حياة شخص ما عن دينه.... وانما المقصود هو فصل السياسة عن الدين... ولمن يريد ان يعرف مصيبة مزج السياسة بالدين.. فالامر ليس قصصا من التاريخ .. فتجربة الحركة الاسلامية..وواقعها الراهن.. الآن.. فى دولتها الدينية القائمة.. الآن.. فى السودان..ما زالت نموذجا لأسوأ انواع الجرائم الانسانية التى ارتكبت باسم الدين او باسم الوطن او باسمهما معا.. اذن الاولوية فى اسناد مهام الحياة..صلاح انسانية الانسان....و صلاحية عقله فى حرية الابداع.. حرية الاختيار....وليس فى سنن الاتباع... الاتباع خيار شخصى للافراد..والابداع ضرورة تطور ذاتى واجتهاد فردى يصب فى منفعة الناس .... اما حين يكون الاتباع هو فريضة الاجتماع..فتلك سمة القطيع لا سمة الانسان.. فالحديث عن خطر فصل الدين عن الحياة...حديث عن امر لا يمكن حدوثه.. ولا يوجد عاقل ينادى به..لانه عمليا غير ممكن....وانما المقصود فصل الدين عن السياسة... ففى ذلك احترام لقدسية الدين فى بهائه الالهى.. وتجويد للسياسة فى تحدياتها وتفاعلاتها البشرية...لا جل صلاح عالمنا الذى نحن فيه هنا.. وللاخرة وسيلتها الفردية عن طريق الدين..وهذه ليست من مهام الدولة. ***** هاهو اذن واقع الحركة الاسلامية الحاكمة باسم الدين... فلا حياة الناس ومعاشهم وامنهم استقام.. ولا ايمان الناس استقام.. واقصد الايمان الذى ينعكس سلاما وامنا وطمأنينة وحبا... صلاح الحياة ليس بالعبث بوجدا ن الناس... وصلاح الدين ليس بوضعه شركا للتشكيك فى اختيارات الناس.. انه العبث بالدين حين يستخدمه المراهنون على مصالحهم ..مصيدة لمشاعر الناس... ليس من مبشرات صلاح الحياة علامات الصلاة فى قمة الراس .... او مسكنة خادعة مدعومة بامامة وقت الصلاة... فصلاح الدين.. ان وجد... فهو حالة شخصية.. وليس من الضرورة او المحتمل ان تكون مزية انسانية ..الا اذا رافقها ما ينفع الناس .. وما ينفع الناس ليس صلاة الفرد او تعبده او تفقهه فى اصول الدين.. وانما قدرته على تحويل حياة الناس ومن خلالهم .. بارادة حب الحياة.. الى واقع ايجابى بامل متجدد ومستمر.. يسهل على الناس امر معاشهم وامنهم ورفاهيتهم.. ولكن .. فى بلاد السودان لا تكاد تميز العقل من الوجدان...والدين صنعة وامتهان...و وتدار الدولة بالتلاعب بمشاعر الايمان...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق