من السينما الكورية
21/11/2007
جينا ى.. طفلة لم تتعد سن المرحلة الدراسية الاولية..
تجد نفسها وسط عدد من الاطفال الذكور فى مثل سنها
..
انهم ابناء الدير... الدير البوذى فى تلك المدينة الكورية..حيث ينبت مثل هؤلاء الاطفاال عن اسرهم ومجتمعهم ..وحتى
احلام طفولتهم ..
ليس فقط ليتعلموا الدين وانما ليكونوا رهبانا.
الحياة فى ذلك الدير البوذى تشبه فى جانب منها خلاوى تحفيظ القرآن فى السودان..مع فارق ان الدير البوذى بناء بقدر ما
فيه من ابداع هندسى فهنالك تناغم ما بين مساحات الجدران فى الداخل وتفاصيل الطقوس الدينية فيه..
خارج الدير المحيط به.. هو ايضا مساحة تتمدد فيها الشعائر الدينية بلون يختلف عن الداخل..
.الضرب ..فى هذا الدير احد وسائل التربية والتصويب...البنت تجلد فى منتصف الساقين وفوق الكتف..والولد يجلد على
مؤخرته...
******
جانب من الطقوس البوذية فى ذلك الدير الابتهال با لنقر على آلة ( فى شكل قريعة )..
النقر على تلك القريعا ت له مهمة استتباب النفس من الهواجس عند اولئك الصغا ر...
وبالتالى يخلو من اى ايقاع فنى يثير فى النفس شهية للطرب.
.على هيئة ممارسى اليوقا يتحكر اولئك الاطفا ل لأ داء الشعا ئر..يؤمهم ( فكى الدير) راهب متضلع...
خلو النفس من الهواجس ..
ذلك ما تسعى اليه الديانة البوذ ية لمن يريد ان يعبر بنفسه الى نقاء الدواخل ولمن يراد له ان يكون راهبا فتلك الطقوس
تزداد صرامة فى تطبيقا تها...
كل اولئك الصغا ر تندغم حركا تهم وانفا سهم وسكنا تهم مع خشوع رهبان الدير....
عد ا جيناى ....
جيناى تبدا مع رصفائها جلسة الخشوع..ومع بدء الاستغراق ..ترحل دواخلها فى رحلة نغم تغمر عليها حضرتها و من ثم
تسيطر على جوارحها..
وجوه أولئك الاطفا ل تشكلت على وتيرة الصرامة التعبدية..
.فتحولوا الى نماذج صلعاء مصغرة من رهبان الدير...ففى قعودهم سكون وهدوء ورهبة....
اما جيناى فينطلق وجهها بمحيا فرائحى وتتصاعد ذاتها بكامل اعضائها فى عالم آ خر..
فتمتشق يديها الهواء...و تتلاعب الاصابع الصغيرة بتعابير صامتة.
.ويكاد ذلك الجسد الذى يجلس على رجلين متحكرتين ان يطير لو لا دنو الراهب منها.. فتستقر حالها متنزلة الى وضع
بقية الاطفال...
وما زال الوجه مغمورا بالفرح فى وسط من الوجوه التائهة فى جديات الخشوع...
*****
جيناى تتمتع بخاصية استيعاب موسيقى متفردة..
.ولم تكن حالة الصفاء الفرائحى الذى اخرجها من مصاف الخشوع فى جلسة الطقوس , الا أعادة تشغيل ذاتى لمقطع من
الموكب الموسيقى الذى مر من امامها وهى فى السوق.
.كانت آخر المرات التى تسللت فيها من الدير الى السوق قد صادفت وقت الراحة حيث يفترض ان يرتكن كل طفل الى
سريره..
وفى فترة غيابها دخل الراهب الاكبر..
قبل جلسة التعبد كانت جيناى امام رصفائها وبحذوتها الراهب يجلد منتصف ساقيها...
يتكوم رصفاؤها الاطفال على بعضهم منهم من انفجر باكيا ومنهم من ملأ الخوف تقاطيع وجهه فى انتظار الانفجار..ا
اما اصغرهم سنا وانحلهم جسما فلم يتمالك نفسه من ان يعلو صوته وهو يرى آثار الجلد واستمراره على الجانب الخلفى
من سيقان جيناى...
برغم ان قانون الدير فى العقاب ان لا يواجه الصغير زملاءه بوجهه ..
ولم ير احدهم وجه جيناى..الا ان رسالة (وأرهبوهم) ...وهى الموازى للبلدى السودانى ( دق القراف خلى الجمل
يخاف) كانت تؤدى دورها بفعالية.
ومن الواضح ان فعل امر ارهبوهم لم يتفرد به الاسلام فحسب , فهنالك اديان اخرى تشاركه ذلك.
.لم تكن جيناى تتألم من الجلد ..وكانها لم تحس به..ففى حين يتنكد رصفاؤها بالنحيب من خلفها..يرتسم على تقاطيع وجهها
نفس الفرح الغامر حين مر من امامها موكب الموسيقى فى السوق..يتوقف الراهب عن الجلد..ويرفع راسه نحوها :-
ما تفعلينه يخجل بوذا...
جيناى :-
لو ان بوذا يرى ما ارى ويعرف ما احس به لفرح هو ايضا معى..
.قالت ذلك والابتسامة تغمر كامل تفاصيل وجهها....
الراهب : - اياك ان تذهبى للسوق مرة اخرى....
******************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق